تخطى إلى المحتوى
الصفحة الرئيسية » الإصدار 4، العدد 3 ـــــ مارس 2025 ـــــ Vol. 4, No. 3 » ازدراء الأَدياِنْ بَيِنَ تَقَيِيِدْ وإطْلاَقْ حُرِيَةٌ التَعبْيِرْ: قراءة قانونية لأحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان وأحكام الشريعة الإسلامية

ازدراء الأَدياِنْ بَيِنَ تَقَيِيِدْ وإطْلاَقْ حُرِيَةٌ التَعبْيِرْ: قراءة قانونية لأحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان وأحكام الشريعة الإسلامية

    بيانات الباحث

    أستاذ مساعد، قسم القانون الدولي العام، كلية الحقوق، جامعة الملك عبد العزيز، جدة، المملكة العربية السعودية

    [email protected]

    ملخص البحث

    هذه الورقة البحثية تبين الفرضية المتعلقة بدراسة تقييد حق حرية التعبير فيما يتعلق بالتعبيرات التي تحتوي على ازدراء الأديان والتشهير بها، حيث أن الأيديولوجية الغربية تنظر إلي هذه التعبيرات باعتبارها حرية تعبير لأنها لا تتعلق بالحرية الفردية، على الرغم من أن تلك الأيديولوجية تتبني تقييد التعبيرات التي تحتوي على إنكار الهولوكوست وخطاب الكراهية، والجدير بالذكر أن هذه التعبيرات وتلك يحكمها أساس قانوني واحد، الأمر الذي معه تكون فرضية الخلاف بين (الليبرالية الغربية وأحكام الشريعة الإسلامية) مزاعم لا أساس لها من الواقع والقانون.

    إن الدراسة الماثلة تدحض هذه المزاعم القائلة بأن ازدراء الأديان تسمح به القوانين حسب وثائق حقوق الإنسان الدولية، وإن المجتمعات الغربية لديها قوانين مماثلة لا تسبب ذلك الجدل، إذ أن الفارق بين هذه القوانين الإسلامية والغربية، قد كان نتاج النظرة الفلسفية والثقافية والقانونية لمفهوم ومحتوى الأخلاق العامة للمجتمعات والدول.

    ومن ثم، وبما أن القانون الدولي لحقوق الإنسان يسمح بتقييد الحقوق باسم الأخلاق العامة، فإن اختلاف محتوي الأخلاق العامة يؤدي بالضرورة إلى اختلاف مضمون تلك الحقوق الممنوحة، لذلك فإن التوافق بين قانون ازدراء الأديان والتشهير بها وحقوق الإنسان في الغرب يؤكد على أن الشريعة الإسلامية والقانون الدولي لحقوق الإنسان يتفقان، من حيث المبدأ، ويختلفان من حيث التفاصيل.

    This research paper presents the hypothesis related to studying the restriction of the right to freedom of expression regarding expressions containing contempt for and defamation of religions. Western ideology views such expressions as freedom of expression because they are not related to individual freedom, despite the fact that this ideology adopts restrictions on expressions containing Holocaust denial and hate speech. It is worth noting that these expressions are governed by a single legal basis, which makes the hypothesis of a dispute between “Western liberalism and the provisions of Islamic Sharia” baseless and unfounded in fact and law.

    The present study refutes these claims, which claim that contempt for religions is permitted by law according to international human rights documents, and that Western societies have similar laws that do not cause such controversy. The difference between these Islamic and Western laws is the result of the philosophical, cultural, and legal perspectives on the concept and content of public morality in societies and states. Hence, since international human rights law allows for the restriction of rights in the name of public morality, differences in the content of public morality necessarily lead to differences in the content of those rights granted. Therefore, the compatibility between the law of contempt and defamation of religions and human rights in the West confirms that Islamic law and international human rights law agree, in principle, and differ in detail.